لا يزال مفهوم التربية عند أغلبية الآباء والأمهات مرتبط بتوفير الغذاء والمسكن والمشرب وتقديم التعليم لأبنائهم، بالإضافة إلى استخدامهم العقلانية عند القيام بمهماتهم نحو واجبات ومطالب أطفالهم، حيث يعتبر بعضهم أن التعامل بأسلوب الجدية والعقلانية مع أبنائهم يعمل على تثبيط عزمهم أمام والديهم من أجل منعهم على اتخاذ دوافع هجومية تجاه والديهم عنما يكبرون، وهذا اعتقاد غير صحيح بسبب وجود مبادئ يجب أن تتحقق عند جميع الآباء والأمهات وهي مبادئ متمركزة حول الاعتناء بأبنائهم، ومبادئ التربية السليمة والمحبة التي تشعر الأبناء بالأمان، ومبادئ احترام قيمتهم والرفع منها. والاهتمام بالجانب المعنوي والنفسي والروحي لهم تعد من أهم الجوانب التي يجب دعمها وتطويرها في حياتهم، حيث تتجسد هذه الجوانب في احترام الطفل واحترام ممتلكاته، قول الكلمات التي تعبر له عن الحب، قيامه بحل مشكلاته بنفسه دون التدخل من أجل الاعتماد على نفسه وتقوية شخصيته وعدم تخوفه من المسؤولية، معاملة الطفل على أنه شخص كبير والتكلم معه على أنه شخص ناضج خصوصاً أمام الآخرين، بالإضافة إلى تعزيز سلوكياته ومهاراته ودعمها، وبالإضافة إلى أهمية الوقوف معه في المواقف المحرجة.

في عالمنا التقليدي يصعب على البعض تربية أطفالهم المتميزين الذين يختلفون عن غيرهم من حيث تفكيرهم وروحهم وشخصيتهم، وأكثر ما يمر على الآباء والأمهات هي أسئلة أطفالهم الوجودية الحرجة التي يجيب عليها بعض الأهالي بحكمة ومعرفة، وقد يفشل البعض الآخر في الرد عليها بطريقة صحيحة، وفي  هذه المقال سنتحدث عن الأسئلة الحرجة التي يسأل عنها الأطفال بشكل مستمر وسنقوم بمساعدة الأهالي من حيث كيفية الرد عليها وطريقة التعامل معها:

الأسئلة الإلهية..؟

أسئلة طفلك الحرجة وكيفية التعامل معها1

إن أسئلة الأطفال التي تدور حول المواضيع الإلهية تعد من الأسئلة التي تسبب الإحراج لبعض الآباء، ومن الممكن أن يشعر بعضهم بالعصبية والتنفير من أسئلة أبنائهم التي تشعرهم بالحرج الشديد لعدم معرفة كيفية الرد عليها بطريقة صحيحة، وتوصيل المعلومة لديهم بأفضل الأجوبة المناسبة لتلك النوعية من الأسئلة، خصوصاَ في ما يتعلق بالمواضيع الإلهية، فبعض الآباء تكمن لديهم الحكمة والخبرة والمعرفة، فيستطيعون إجابة أطفالهم دون التعرض للصعوبة والحرج، وبعضهم الآخر لا يستطيع الرد على أبنائهم؛ بسبب صعوبة التعامل معها، ويعتبر بعض الأهالي أيضاً أن هذا النوع من الأسئلة يعتبر ممنوعاً ومحرماً ولا يجب على الطفل السؤال عنه أبداً، حيث يعد هذا الأسلوب غير صحيح ولا ينبغي التفكير بهذه الطريقة لأن الأطفال تصبح لديهم الرغبة في الأسئلة في سن مبكرة جداً من عمر السنتين تقريباً، وهذه طريقتهم في التعبيرعن رغبتهم في اكتشاف ما حولهم، وتعد أسئلتهم دليلاً على ذكائهم وسرعتهم البديهية، لذلك يجب على جميع الآباء احترام عقلية أطفالهم ودعمها وتنميتها ومجاوبتهم عن كل ما يدور في أذهانهم، من أجل تعزيز ثقتهم بوالديهم، وتقوية شخصيتهم، ودعم أفكارهم، ومساندة ابداعاتهم وابتكاراتهم.

من هو الله؟

أسئلة طفلك الحرجة وكيفية التعامل معها1

عندما يقوم الطفل بسؤالكم من هو الله عليكم معرفة أن الطفل لا يدرك الأمور الغيبية قبل سن الحادية عشر من عمره، وهو لا ستوعب طريقة الأجوبة التي تكون بمفهوم أكبر من مفهومه مثل: أن الله موجود في كل مكان، ولكن يجب الرد على هذا النوع من السؤال كالتالي: أن تقول له أن الله رزاقٌ كريم، هو الذي رزق لك وجهٌ جميل وعينيان جميلتان، وهو الذي خلق هذه السماء الجميلة، والزهور والأشجار الرائعة، وهو الذي خلق هذه الطيور وجعلها تطير في السماء، وهو الذي خلق البحر بلونه الأزرق الرائع، وألا ترى كيف خلق الشمس والقمر، وخلق جميع الألوان التي في حياتنا. حيث إن الأطفال لا يدركون إلا الأشياء المرئية والملموسة في هذه المرحلة، وعند القيام بالرد على أسئلتهم بطريقة عينية ومرئية يستطيعون فهم هذه الحالة حينها بشكل كبير.

من خلق الله؟

أسئلة طفلك الحرجة وكيفية التعامل معها1

ماذا يجب أن تقول للطفل الذي يسأل عن هذا السؤال: يجب أن توضح له الجواب عن طريق تجربة عملية جميلة تعد أفضل طريقة بدلاً من المحادثات الطويلة والصعبة التي قد لا توصل المعلومة للطفل بشكل مفهوم، مثل:

تجربة السكر

الطفل: من خلق الله؟

الأم، الأب: سؤالك جميل يا بني يدل على ذكائك الرائع وتفكيرك العميق، سنقوم معاَ بتجربة جميلة، أحضر كوباً من الماء.

الأم، الأب: الآن يا بني ما هو الشيئ الذي يعطي طعماً حلواً للأشياء

الطفل: السكر و العسل

الأم، الأب:  أحسنت أنت رائع

الأم، الأب: اذن يا بني هل للماء طعم؟

الطفل: لا

الأم، الأب: ممتاز

الأم، الأب: هيا يا بني ضع ملعقة صغيرة للماء ثم تذوق طعمه

الطفل: حسناً

الأم، الأب: كيف أصبح طعم الماء يا حبيبي

الطفل: أصبح طعمه حلو يممي..

الأم، الأب: حسناَ، الآن أجعل السكر حلواً

الطفل: كيف أجعل السكر طعمه حلواَ وهو أصلا حلواً

الأم، الأب: احسنت يا حبيبي، أذن كيف يكون لله خالق وهو في الأصل المثل الأعلى، حيث أن الله تعالى هو موجود بذاته ولا أحد خلقه، وهذا يعني أن الدنيا من أجل أن تكون جميلة تحتاج إلى رب عظيم. 

الأسئلة الاجتماعية: كيف تجيب طفلك؟

كيف ومتى جئت أنا يا أمي؟

تستطيع أن تقول له الأم جئت من بطني يا حبيبي، وإذا سأل الطفل بعمق أكثر وقال: ولكن كيف كنت في بطنك؟ فتقول له: عندما تتزوج المرأة يضع الله في بطن المرأة بذرة تكبر وتنمو هذه البذرة عندما أقوم باطعامها والاعتناء بها وتصبح طفلاً عندما تكبر. مثل النبتة التي تكون بذرة صغيرة توضع في التراب، وعند الأعتناء بها وسقايتها باستمرار تصبح نبته كبيرة وجميلة.

لماذا تنامين بجانب أبي دوماً يا أمي:

إن أفضل الإجابة غلى هذا السؤال هو: أننا نستطيع أن نتواصل معاً هكذا بشكل أفضل، ومناقشة أمور حياتكم، من أجل تربيتكم بشكل جيد، ومن أجل توفير جميع السبل الراحة والسعادة لكم.

لماذا لا يحمل أبي طفل مثلك يا أمي؟

إن الله تعالى وزع الأدوار على كل من الأم والأب يا عزيزي، فالأم هي التي تحمل وتلد وتربي وتقوم بواجبات بيتها وزوجها وأولادها، والأب هو الذي يؤمن الحماية والرعاية لأبنائه، وهو الذي يسهر ويتعب من أجل توفير الأمان المادي لعائلته.

 أسئلة طفلك الحرجة وكيفية التعامل معها| أحلى ماما www.a7lamama.com
لا تنسي مشاركتنا في جروب أحلى ماما على الفيس بوك
FACEBOOK Group