نمو الطفل في الشهر السابع ونصائح عن التعامل مع الطفل في هذه المرحلة

نمو الطفل في الشهر السابع يشهد طفرة تغيرية هامة؛ حيث تبدأ قدرة الطفل على الحركة والتنقل، والتفاعل والاستجابة للبيئة المحيطة، ويبدأ نمو أسنان الطفل (التسنين)، ويرافقه بعض الأعراض والمشكلات، التي تتطلب من الوالدين المزيد من الاهتمام والرعاية بالطفل، وللاطلاع عن المزيد عن تطورات نمو الطفل في الشهر السابع، وكيفية التعامل معها، تابع هذه المقالة.

نمو الطفل في الشهر السابع

بوصول طفلك للشهر السابع من عمره، ستلاحظين بعض التغييرات الملحوظة في نمو جسده، وحركته، وطريقة إدراكه للأمور، وتواصله مع الآخرين، ومن أبرز تغييرات هذه المرحلة:

تطور المهارات الحركية للطفل

يستطيع الطفل البالغ من عمره سبعة أشهر التنقل، والتدحرج، والتسلق، والزحف، والجلوس بمفرده دون مساعدة، ويمكنك دعم وتشجيع التطورات الحركية، من خلال وضع ألعابه بعيدًا عنه، ليحاول الوصول إليها بمفرده، ويلاحظ أيضًا استقلالية الطفل في اللعب.

وستلاحظين في هذه المرحلة، بدأ استخدام طفلك أصابع الإبهام والسبابة؛ لالتقاط الأشياء الصغيرة، ويقوم الأطفال في هذا العمر بوضع أي شيء في أفواههم؛ ولذا يحذر من ترك الأطفال دون مراقبة.

تعد خطوة تطوير المهارات الحركية للطفل مهمة جدًا؛ لتأثيرها الفعال في تنمية المعرفة والتفكير والخبرة للطفل، وتنمي لديه بعض الصفات مثل: الدقة، والتركيز، والقدرة على التحمل.

تطور مهارات التواصل

يبدأ الطفل في فهم بعض الكلمات وتعبيرات الوجه، والاستجابة لكلمة لا، أو لنداء باسمه، ويلجأ الطفل إلى استخدام تعبيرات وجهه؛ للتعبير عن مشاعره، في هذا العمر، لن يتمكن الطفل من النطق بجمل مفهومة، ويلاحظ ثرثرة الطفل، وينصح بالحديث باستمرار مع طفلك؛ لتنمية وفهم اللغة لديه.

ستلاحظين بدء شعور طفلك بالقلق والخوف من الابتعاد عنك، ويزداد قلقه في حال وجود أشخاص غرباء عنه، ومن المتوقع أن يتخلص من هذه المشاعر عند بلوغ عامه الثاني، أو قبل ذلك.

نمو الطفل في الشهر السابع عقليًا

يتمتع الطفل في هذه المرحلة بذاكرة قوية، وتنضج الرؤية البصرية لديه، ورؤية الألوان، ويلاحظ قدرته على تتبع الأشياء المتحركة، واستكشاف البيئة المحيطة من خلال استخدام يديه، وفمه، ويتمكن الطفل من تمييز الأشخاص المألوفين والمقربين له من بعد.

يلاحظ فهم الطفل لبعض المفاهيم، مثل السبب والنتيجة، حيث يشد انتباه الطفل أنه عند اهتزاز الخشخيشة، يصدر صوتًا، ويبدأ يطبق مفهوم السبب والنتيجة على ما حوله.

ويدرك الطفل في هذه المرحلة أيضًا مفهوم ديمومة الأشياء، فيلاحظ أنه قبل وقت لاحق، إذا قمت بإخفاء أحد الألعاب عن طفلك، يعتقد الطفل بذهابها بلا عودة، الآن أدرك الطفل ديمومة الأشياء والعالم حوله، وأن اللعبة المخفية ستعود للظهور مرة أخرى.[1]

نمو أسنان الطفل “التسنين”

يعد التسنين من أبرز علامات نمو الطفل في الشهر السابع، وتبدأ براعم أسنان الطفل الصغيرة في الخروج من اللثة، في فترة ما بين الشهر الخامس إلى الشهر السابع، ويعاني الطفل خلال أيام التسنين من سيل اللعاب المستمر، وتهيج اللثة، ويصبح مزاج الطفل متقلبًا.

للتخفيف من حدة ألم التسنين ينصح بإعطاء الطفل منشفة باردة نظيفة، أو لعبة لمضغها، ويوصي بعدم اللجوء إلى المسكنات الموضعية، التي توضع على اللثة؛ بسبب الأثار الجانبية الخطيرة المتوقعة لها.

وتتمثل مراحل نمو الأسنان في ظهور الأسنان الوسطى السفلية أولًا، ثم ظهور الأسنان الوسطى العلوية ثانيًا، ومن المحتمل نمو بقية الأسنان الجانبية العلوية والسفلية خلال الشهور الثلاثة أو الأربعة القادمة.

ويختلف موعد بدء التسنين من طفل لآخر، فهناك أطفال تولد ببعض الأسنان، وأطفال يبدأ التسنين لديها في الشهر الخامس أو السادس أو السابع من عمرها، وقد لا يسنن الطفل قبل بلوغ عامه الأول.

يجب الاهتمام بنظافة الأسنان منذ ظهورها، من خلال استخدام فرشاة الأسنان بشكل يومي، مع مراعاة استخدام فرشاة ناعمة، مع القليل من معجون الأسنان بحجم الحبوب.[2]

الرضاعة والطعام في الشهر السابع

عند حلول الشهر السابع، من المفترض أن يكن بدأ الطفل بالفعل في تناول بعض الأطعمة الصلبة بجانب الرضاعة، وتبدأ الأم في إدخال الأطعمة الجديدة بالتدريج، ويوصي بالانتظار بضعة أيام بعد تقديم نوع طعام جديد للطفل لمراقبته؛ للتأكد من عدم وجود حساسية اتجاه هذا النوع من الطعام، ومن أعراض الحساسية ظهور الطفح الجلدي، أو الإسهال، أو القيء.[3]

نصائح عن التعامل مع الطفل في هذه المرحلة

1. دعي طفلك يتحرك وينطلق عدة مرات في اليوم؛ لتنمية مهاراته الحركية، وتدريبه على المشي والوقوف تدريجيًا.
2. مع بدء قدرة الطفل على تناول الطعام، ينصح بمشاركة الطفل معكم مائدة الطعام.
3. ساعدي طفلك في نهوضه للجلوس، وقومي بإسناده بنفسك، أو باستخدام بعض الوسائد، ثم دربيه بالتدريج على الجلوس بمفرده دون مساعدتك.
4. لا تتركي طفلك في عربة الأطفال، أو حاملة الأطفال، لمدة ساعة متواصلة.
5. اختاري لطفلك ألعاب ملونة، ذات أصوات، ومن الممكن أن تلجئين إلى الكتب المصورة الملونة.
6. يعاني الطفل في هذا العمر من التعلق والتشبث بوالديه، فعند مغادرتهما له، يبدأ الطفل في البكاء، ويشعر بالخوف والقلق؛ لذا يفضل جعل موعد مغادرتك لطفلك عند نومه، وأن لم تتمكن من ذلك، يمكنك شغل طفلك بلعبة أو كتاب ما، حتى لا يشعر بمغادرتك له.[4]

وفي الختام، يجب على الآباء والأمهات متابعة ومراقبة تطورات نمو الطفل في الشهر السابع من عمره، والتفاعل مع تلك التطورات، وفي حالة ملاحظة أي مشكلة مثل: عدم تحرك الطفل كثيرًا، أو عدم قدرته على النطق وإصدار الأصوات أو الثرثرة، أو عدم التمكن من وضعية الجلوس، أو عدم التفافه أو تتبعه للبيئة حوله، أو عدم الاستجابة للنداء، يجب عليك اللجوء إلى الطبيب المختص، لإيجاد حل أو علاج لتلك المشكلة.